البرازيل تهاجم، حتى بدون كاكا الخميس 24 يونيو 2010
عندما
يفقد أحد الفرق لاعباً يتم ترشيحه دائماً لجائزة أفضل لاعب في العالم
يكون من الطبيعي أن يتراجع أداء هذا الفريق بدرجة ملحوظة، ولكن هذه
القاعدة لا تسري على المنتخب البرازيلي. فرجال دونجا سيخرجون إلى أرض
الملعب يوم الجمعة لمواجهة البرتغال راغبين في إثبات أنهم قادرون على
مواجهة أي منافس في كأس العالم ، حتى بدون نجم الفريق الأول.
ولا يختلف اثنان على أهمية كاكا في خط وسط منتخب
السامبا، بدليل أن أعضاء الطاقم الفني والبرازيليين في كل أنحاء البلاد
كانوا يتابعون بكل اهتمام مراحل علاج اللاعب واستعادته للياقته بعد تأثره
ببعض الإصابات خلال الموسم المنقضي. وقد أثبت نجم ريال مدريد أمام كوت
ديفوار، بعد البداية الهادئة في المباراة الأولى، أنه يسير على الطريق
الصحيح لاستعادة لياقته بدنياً وفنياً. إلا أن خروجه بالبطاقة الحمراء في
نهاية المباراة يفسح المجال الآن للفريق لكي يُظهر أنه فريق لا يعتمد فقط
على رؤية نجمه الكبير لمجريات اللعب وانطلاقاته وقدرته على اتخاذ القرارات.
وقد كان أول من أيد هذه الفكرة هو اللاعب الحاصل على
جائزة الكرة الذهبية في كأس القارات 2009 بنفسه: "سوف نلعب ضد
البرتغال من أجل الفوز." وهي ثقة كبيرة ليست بغريبة على البرازيليين،
الذين يحتلون الآن قمة المجموعة السابعة برصيد ست نقاط، متقدمين على
البرتغاليين بفارق نقطتين.
البدائل المتاحة لن يجد المدير
الفني دونجا صعوبة في إيجاد الحلول الملائمة لغياب كاكا، وليس هذا الأمر
بخافٍ على كتيبة كارلوس كيروش، حيث قال لاعب خط الوسط تياجو: "البرازيل
لديها لاعبون في غاية القوة. من المؤسف أن كاكا لن يلعب، ولكن غيابه لا
يدعو للقلق. سوف يلعب جوليو بابتسيتا أو أي لاعب عظيم آخر. إن قيمة
البرازيل تتمثل في أدائها كفريق."
وفي الواقع يبدو أن جوليو بابتسيتا هو البديل الطبيعي
لكاكا، إذ تألق لاعب خط وسط نادي روما عندما لعب كبديل في مباراة زيمبابوي
الودية، وهو يحظى بثقة المدرب. كما أنه لعب دوراً حاسماً في فوز البرازيل
بكوبا أمريكا 2007، وقدم عرضاً لا ينسى أمام الأرجنتين في النهائي. ويقول
اللاعب الذي تعود صداقته مع كاكا إلى الوقت الذي كانا يلعبان فيه معاً
لنادي ساو باولو: "إنه يلعب في نفس المكان الذي ألعب فيه، ولكني هنا لأقدم
المساعدة، وأنتظر فرصتي. إذا أراد مديرنا الفني أن يستخدمني، فأنا مستعد."
ويمثل سحب روبينيو إلى الخلف وإشراك نيلمار أو جرافيتي
في المقدمة حلاً بديلاً تمت تجربته بالفعل في الدقائق الأخيرة من مباراة
كوريا الشمالية ولم يعترض عليه مهاجم نادي سانتوس، الذي قال: "عندما نلعب
بثلاثة مهاجمين أكون أنا من يتراجع إلى الخلف قليلاً لأبدأ الهجمة. وهكذا
لا أجد أي مشكلة في اللعب بهذه الطريقة إذا دعت الحاجة. يستطيع دونجا
الإعتماد علي في أي مكان."
ولا يعرف دونجا ما إذا كان إيلانو، الذي يعاني من كدمة
في ساقه اليمنى، سيستطيع اللعب أم لا، ولم يكشف عن قراره النهائي بعد. قد
يكون لاعب خط الوسط المدافع راميريز والظهير الأيمن دانييل ألفيش خياراً
ممكناً أيضاً.
كل شيء من أجل الفريقيعترف كاكا
بأن اللعب ضد البرتغال كان ليفيده كثيراً في مواصلة طريق العودة لسابق
عهده، ولكنه يفضل أن ينظر للجوانب الإيجابية للموقف: "من الواضح أن هذا
يعني تعطيل مسيرتي، ولكن إلى أن يحين موعد المباراة التالية سيكون أمامي
أسبوع أواصل فيه أداء تمارين التقوية. سأعمل على تحسين لياقتي البدنية لكي
أكون مستعداً لدور الستة عشر."
كما يرى النجم البرازيلي أيضاً أن طرده قد يكون عاملاً
إيجابياً يساهم في تعزيز تماسك فريق دونجا، حيث أكد قائلاً: "أعتقد أني قد
أكون مثالاً للجميع بإظهار عزيمتي وإصراري في العمل. أستطيع أن أساعد
بالقول والفعل. سيكون هذا دافعاً لمن يحل محلي في الملعب، لكي يوفق في
مباراة صعبة مثل مباراة البرتغال."
إن مثل هذه المباراة، التي سيكون طرفاها هما صاحبي
المركزين الأول والثالث حسب التصنيف العالمي /Coca-Cola، قد يلعب فيها
الحظ والتوفيق دوراً حاسماً بالفعل. ولكن أياً كان الأمر، فإن دونجا
ورجاله لن يقفوا مكتوفي الأيدي منتظرين أن يبتسم لهم الحظ، وهذا هو ما
أكده كاكا وهو يقول: "نريد أن نحتل الصدارة، ورغم أننا نعرف أن التعادل
يكفينا، فلا بد من تحقيق النصر لنخوض المرحلة التالية بمعنويات مرتفعة."